أفاد مراسل قناة "العربية" الخميس 28-2-2008 نقلا عن مصادر أمنية جزائرية بأن وحدات تابعة للجيش الجزائري تضرب حصارا مشددا منذ أسبوع على معسكر كبير لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، في منطقة القبائل شرقي العاصمة.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش بدأت في تدمير عدد كبير من الملاجئ التي كان يعتمد عليها التنظيم المسلح كمعسكر أساس طيلة الأعوام السابقة بين ولايتي تيزي وزو وبجاية، وأضافت أن زعيم التنظيم أبو مصعب عبد الودود المعروف باسم عبد المالك درودكال يوجد ضمن عناصر المجموعة المحاصرة.
وفي شأن جزائري آخر، قال السفير الفرنسي لدى الجزائر "إن فرنسا مستعدة لتنفيذ دراسة جديدة لمواقع تجارب تفجير نووية فرنسية في الستينات من القرن الماضي في الجزائر وإجراء عمليات تطهير من أي تلوث إذا لزم الأمر"، وأضاف السفير برنار باجوليه في مقابلة مع صحيفة الخبر "أن بلاده سلمت الجزائر خرائط تظهر مدى التلوث واقترحت خطوات يتعين اتخاذها في حال قررت الجزائر تطوير هذه المناطق".
ويقول معلقون جزائريون "إن التباطؤ الفرنسي في إقرار الضرر الذي وقع نتيجة للتجارب وتعويض الضحايا أدى إلى تباطؤ الجهود لتحسين العلاقات بين البلدين منذ حرب الاستقلال".
وقال محاربون قدامى جزائريون وفرنسيون زاروا موقع التجارب في العام الماضي "إن السكان المحليين أصيبوا بأمراض بعد التفجيرات التي أجريت بموجب اتفاق مع أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال في عام 1962".
ونفت فرنسا ارتكاب أي أخطاء أثناء التجارب التي أجرتها في الصحراء، وتقول "إن تقرير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين قاموا بجولة في المواقع عام 1999 وجد أنه لا يوجد أي موقع يعرض الناس لمستويات تزيد على مستويات السلامة الدولية المتعارف عليها".
باريس تنتظر الرد الجزائري
وقال "إن فرنسا تنتظر رد الجزائر على المقترحات التي قدمتها بعد أن دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إعادة تنمية المناطق التي تضررت من التجارب"، وقال "نحن مستعدون لإجراء دراسة جديدة والمساهمة في عمليات التنظيف والتطهير حتى إذا كان تعين علينا أن نفعل ذلك في وقت سابق".
ومن بين 13 تجربة أجريت تحت الأرض في المستعمرة الفرنسية السابقة في الفترة بين 1960 و1966، قال السفير برنار باجوليه "إن هناك أربعة حوادث شهدت تسرب غازات مشعة".
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بداية جديدة في العلاقات مع الجزائر، وفي أكتوبر/تشرين الأول تحركت فرنسا لحل عقبة أخرى لتحسين العلاقات عندما سلمت تفاصيل عن الأماكن التي زرعت فيها قواتها ملايين الألغام الأرضية قبل نصف قرن.
وتتحدث الصحف الجزائرية بانتظام عن حوادث قتل وإصابة أشخاص يدخلون دون اكتراث إلى مناطق الألغام.
وقال باجوليه "إن الجزائر لم تطلب رسميا على الإطلاق الخرائط التي تحدد مواقع الألغام، وإن فرنسا قررت من جانب واحد تسليمها"، وقال "جاء القرار متأخرا للغاية، وأنا شخصيا لا أفهم لماذا لم تسلم بعد الاستقلال"، وأضاف "الرئيس ساركوزي اتخذ قرارا إيجابيا أيضا للعناية بأولئك الذين أصيبوا بجروح وبإعاقة نتيجة للألغام".