ليبيا تنفي علاقتها باختفاء موسى الصدر ولم تتسلم طلب جلب القذافي

القاهرة- خالد محمود

بعد أيام من إصدار القضاء اللبناني مذكرة جلب بحق الرئيس الليبي معمر القذافي، للاستماع إليه في قضية إخفاء الإمام موسى الصدر، ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، كررت ليبيا نفي أية علاقة لها بالقضية، ملمّحة إلى أن إثارة بعض الدوائر اللبنانية للمسألة المثيرة للجدل، يستهدف التشويش عليها "ومحاولة ربطها بالإرهاب خلافاً للحقيقة".


وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية، التي تعرف باللجنة الشعبية العامة، عبد المنعم اللموشى لـ "العربية.نت" أن بلاده "تعاونت بشكل كامل في هذا الموضوع، وللحكومة اللبنانية تقدير الموقف عنها".

وقال اللموشى، في اتصال هاتفي من طرابلس، إن موقف ليبيا واضح، حيث نفت مرارا وتكرارا علاقتها باختفاء الإمام وقدمت كل تعاون في وقتها ومازالت تبدى تعاونها الكامل لإظهار الحقيقة.

وفيما يخص إصدار القاضي اللبناني سميح الحاج، الذي يتولى التحقيق في القضية، مذكرة جلب بحق العقيد القذافي، تقضي بحضوره أمام دائرته في 23 ابريل 2008، قال الناطق باسم الحكومة الليبية "لا أعتقد أن الحكومة اللبنانية لديها علاقة بهذا الموضوع لكن هذه تصفيات حسابات داخلية لبنانية". كما نفى أي تأثير سلبي لهذا الملف على العلاقات الليبية اللبنانية لكنه أضاف "عندما تجد الحكومة اللبنانية حلا لمشاكلها يمكن عندها أن أتكلم معها في هذا الموضوع ولا نستطيع الخوض أكثر من ذلك".

من جهته، قال مصدر ديبلوماسى ليبي رفيع المستوى في القاهرة لـ "العربية.نت" إن بلاده لم تتلق أي مذكرة رسمية من القضاء اللبناني لتوقيف الزعيم الليبي وبعض المسؤولين الليبيين المقربين منه, مشيرا إلى أن الحديث عن وجود مذكرة قانونية لجلبهم للمثول أمام العدالة مجرد أقوال صحف.

واستغرب المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن يُثار الحديث عن ملف اختفاء الصدر، مؤسس حركة أمل الشيعية في جنوب لبنان, قبل أسابيع قليلة من القمة العربية، التي ستعقد قبل نهاية الشهر المقبل في العاصمة السورية دمشق, معتبرا أن هذا يمثل تشويشا على القمة ومحاولة لاستفزاز ليبيا ومنعها من المشاركة في هذه القمة العربية. إلا أنه أكد أن الرئيس الليبي سيشارك في القمة العربية بدمشق, وهو تأكيد نقله القذافي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي سلّمه الدعوة الرسمية.

وأوضح المصدر الليبي أن ليبيا برأت ذمتها من اختفاء موسى الصدر بالوثائق والأدلة، والتي تؤكد أنه غادر أراضيها بمحض إرادته مع مرافقيه إلى العاصمة الإيطالية روما, مشيرا إلى أن ليبيا أبدت على الرغم من ذلك استعدادها للتعاون مع أي جهة عربية محايدة للتحقيق في ملابسات هذه القضية.

وأضاف: "في السابق طلبنا من الجامعة العربية تشكيل لجنة تحقيق مماثلة, لكننا لم نتلق أي رد ايجابي من المسؤولين في الجامعة العربية ولبنان, وعوضا عن ذلك نتلقى الاتهامات الجزافية بين الحين والآخر".

يشار إلى أن الصدر وصل إلى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 يرافقه الشيـخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين. وكان الصدر على موعد للاجتماع بالقذافي ليلة 29-30 أغسطس/ آب, لكن الصدر لم يظهر بعدها أبدا. وبينما تقول بعض المصادر إن اللقاء قد حدث، فإن الرواية الليبية تقول إن القذافي ألغى بشكل مفاجئ هذا الموعد خلال اجتماعه بمجموعة من الشخصيات اللبنانية.


تغييرات حكومية

على صعيد آخر، يتوقع أن يلقي القذافى خطابا مساء الأحد 2-3-2008، أمام مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) في مدينة سرت، بمناسبة حلول ذكرى إعلان قيام ما يسمى بسلطة الشعب، ومولد أول جماهيرية في التاريخ وفقا للأفكار التي طرحها القذافى في كتابه الأخضر.

وأعلنت الحكومة الليبية أن الأحد المقبل سيكون عطلة رسمية احتفالا ًبهذه المناسبة، التي سيعقبها بدء البرلمان الليبي مناقشاته التي قد تؤدى الى تغييرات واسعة النطاق في الحكومة الليبية.

وقال اللموشى إن جلسات البرلمان التي ستستغرق ما بين 3 و4 أيام, ستذاع على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام الليبية الرسمية.

وفيما يخص زيارة محتملة ستقوم بها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية إلى ليبيا أوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية أن توقيت هذه الزيارة لا زال محل بحث بين وزارتي الخارجية الليبية والأمريكية, مشيرا إلى أن رايس تلقت دعوة لزيارة طرابلس خلال المحادثات التي عقدتها الشهر الماضي مع عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي.