يرى المستشرق الفرنسي "جيل كيبل " أن نتيجة الحرب على الإرهاب كانت ظهور إيران الشيعية القوية مقابل انحسار قوة الجماعات السنية المتشددة في مقدمتها تنظيم القاعدة، مشيرا إلى "سيطرة صورة السيد حسن نصر الله كمخلص، بينما تحول أسامة بن لادن إلى هاكر على الإنترنت".
جاء حديثه في برنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل على قناة "العربية"، يبث الجمعة 29-2-2008، ويعاد السبت عند منتصف الليل.
وقال جيل كيبل، صاحب كتاب "الفتنة في ديار المسلمين"، إن الحرب على الإرهاب أدت إلى صعود إيران من جديد في المنطقة وبروز الشيعة في العراق ولبنان.
وأضاف " بعد شخصية الخميني لم تأت شخصية قوية، إلا أحمدي نجاد الذي يرتدي اللباس الإفرنجي، ويحاول أن يعيد أمجاد الخميني، وذلك كان نتيجة محتمة لمحاربة الجماعات السنية المتشددة". وتابع " لو نظرنا إلى حرب تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل سنجد أن السيد حسن نصرالله تحول إلى بطل وانتشرت صورته على كل الفضائيات، وصار المخلص وحتى المهدي المنتظر.. في الوقت الذي كانت فيه الجماعات السنية غائبة".
وقال "في نهاية حرب تموز صدر بيان لأيمن الظواهري يقول فيه، إن الصراع بين اسرائيل وحزب الله ليس مهما، بل المهم هو محاربة أمريكا، وما حصل في 11 سبتمبر 2001 هو خطوة على هذا الطريق، وهذا كان للتقليل من دور حزب الله كونه شيعيا".
وزاد "لقد تحول أسامة بن لادن من زعيم لتنظيم عالمي إلى مجرد هاكر يصدر البيانات والأشرطة على الإنترنت".
وأشار المستشرق الفرنسي إلى أن فتوى الخميني، التي قضت بهدر دم الكاتب سلمان رشدي بعد كتابه "آيات شيطانية" كانت بهدف لفت الانتباه إلى إيران الشيعية في وقت كانت كل الأنظار تتجه إلى الجماعات السنية التي انتصرت في أفغانستان وأخرجت الروس من هناك. وقال إن ما يجري في الشرق الأوسط اليوم هو صراع بين السنة والشيعة للهيمنة على الإسلام السياسي.
كما تحدث المستشرق الفرنسي عن بدايات تعرفه على الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وكان ذلك عام 1979 عندما قدم إلى القاهرة لإعداد أطروحة دكتوراه فيها، ويقول إن أنور السادات قتل، عندما كان (المستشرق) يعد دراسته عن هذه الحركات، واستمر في القاهرة حتى عام 1982.
وقال، إن طلاب بعض الجامعات في ذلك الوقت أرخوا لحاهم، إلا أنها كانت لحية مختلفة عن لحى طلاب الجامعات الغربية، فقد كانت لحى يمينية تختلف عن لحية "تشي غيفارا".