![تقرير للأمم المتحدة: وضع غزة يمثّل ثالث أكبر مشكلة إنسانية بالعالم F00fd4d8ad](https://2img.net/h/www.alrebat.net/up/uploads/f00fd4d8ad.jpg)
دبي- العربية.نت، نيويورك (الأمم المتحدة)- وكالات
انتقد مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة بشدة الإجراءات التي تتخذها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، بدعوى استمرار إطلاق الصواريخ على سديروت، وطالبا بضرورة إيجاد حل عاجل للوضع في القطاع.
فقد حذّر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز من أن الوضع في غزة بات يشكّل ثالث أكبر مشكلة إنسانية في العالم، بعد إقليم دارفور والكونغو الديمقراطية.
وجاءت تصريحات هولمز، التي أغضبت مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، في الاجتماع الشهري الذي عقده مجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وفق ما نقلت صحيفة "السفير" اللبنانية الأربعاء 27-2-2008.
وسبق أن أكد هولمز صحة المعلومات التي وردت بشأن رفض وزيري الخارجية والدفاع الإسرائيليين مقابلته، خلال وجوده في المنطقة الأسبوع الماضي، زاعمين أن المشكلة التي تواجهها مستوطنة سديروت "أمنية وليست سياسية".
وأشار إلى أنه "مهما بلغت درجة عدم مشروعية وحجم الاستفزاز الذي تمثله الصواريخ، فإنه لا يمكن تبرير عملية العزل التي تفرضها إسرائيل على القطاع"، مشدداً على أنّ هذه الإجراءات تصل إلى حد "العقوبات الجماعية وتخالف القانون الدولي".
من جهته، اعتبر المنسق الخاص للأمم المتحدة لمسيرة السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن، أن الوضع في غزة "غير مقبول ولا يمكن أن يستمر"، مطالباً كلاً من مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية بإعداد استراتيجة جديدة، وعاجلة، من شأنها ان تؤدي الى رفع حصار إسرائيل عن غزة، ووقف إطلاق الصواريخ.
ودعت الأمم المتحدة باقي أعضاء اللجنة الرباعية الدولية وكافة الشركاء الإقليميين إلى "اعداد استراتيجية مختلفة واكثر ايجابية لغزة"، كما قال سيري امام المجلس.
وأضاف الدبلوماسي الهولندي أنه يجب العمل "لاستئناف حياة اقتصادية عادية لسكان غزة والتوصل إلى تفاهمات تضمن أمن إسرائيل ودعم السلطة الفلسطينية الشرعية".
انتقاد إسرائيلي
وتعرض هولمز الذي وصف الأوضاع في غزة بأنها "مزرية وحزينة" لانتقاد من جانب المسؤولين الإسرائيليين خلال رحلته لأنه أشار إلى "دائرة العنف"، وهي عبارة قال مسؤول إنها تساوي دفاع إسرائيل عن نفسها بالإرهاب.
ولكن هولمز قال لمجلس الأمن إن مخاوف إسرائيل الأمنية لا يمكنها تبرير كل شيء فعلته. وأضاف "إسرائيل لديها مخاوف أمنية مشروعة وحق وواجب في الدفاع عن مواطنيها. ولكن حتى في مثل هذه الظروف فإن الأمن لا يمكنه تجاوز كل المخاوف الأخرى أو يبرر هذا الضرر الكبير الواقع على معيشة الناس العاديين أو النيل من كرامتهم الانسانية أو حقوق الإنسان".
واتهم سفير إسرائيل في الأمم المتحدة دان جيلرمان مجلس الأمن بالتعامل مع "عواقب" الأزمة في غزة ومعاناة أهلها وليس "سببها"، الذي شدد على أنه الصواريخ الفلسطينية.
وقال للصحفيين "إن الوضع في غزة يمكنه أن يتغير في جزء من الثانية. في اللحظة التي يتم فيها وقف الهجمات الصاروخية".
جهود السلام
وعن انعكاسات مباحثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل على الوضع في غزة، اعتبر المسؤولان أن هذه المحادثات لم يكن لها أي مردود يذكر على حياة الفلسطينيين في ظل الحصار، ولا على الإسرائيليين الذين يتعرضون للصواريخ الفلسطينية.
فقد لاحظ هولمز وجود "هناك انفصال تام فيما يبدو بين الواقعين والآمال والأهداف الخاصة باستئناف محادثات السلام".
وأضاف "ما لم يتم رأب هذا الصدع بسرعة وتبدأ المؤشرات الإنسانية بالارتفاع وتخلق شعورا بالأمل في المستقبل فإن فرص نجاح محادثات السلام ربما تكون قد تقوضت على نحو قاتل".
أما سري فقال لمجلس الأمن أن الإسرائيليين والفلسطينيين العاديين "لا يوجد لديهم أمل يذكر بأن العملية السياسية ستسفر عن نتائج وهو أمر مفهوم" وهناك "شعور متزايد بالتململ" بشأن المنطقة.
وأضاف سري في تقريره الأول منذ تعيينه في نوفمبر "لا يمكن الابقاء على عملية أنابوليس إلا بإجراء تغييرات حقيقية على الأرض".