غزاويو الضفة الغربية يتسمرون أمام التلفزيون للاطمئنان على أهليهم

الضفة الغربية- أ ف ب

لم تتمكن الشابة ريما عجرمي -26 عاما- من التوجه إلى عملها صباح السبت 1-3-2008، بعد ليلة أمضتها في متابعة أخبار هجمات إسرائيل على قطاع غزة، ومحاولة الاتصال للاطمئنان على والدتها وأشقائها في مخيم جباليا.

وفضلت ريما التي تعمل مترجمة ومنسقة مشاريع, البقاء في المنزل اليوم أمام شاشة التلفزيون لمتابعة ما يجري في قطاع غزة, وتحديدا في مخيم جباليا، حيث تسكن أسرتها. وقالت ريما إنها تتابع التلفزيون والأخبار القادمة من جباليا عبر الإنترنت, مؤكدة أنها خائفة جدا على أهلها هناك.


وأضافت "أخبرني أخي حازم أمس عندما اتصلت به بأن طائرة إسرائيلية قصفت سيارة كانت تسير خلفهم". وتابعت أنها اتصلت بوالدتها صباح اليوم, موضحة أنها "كانت تبكي على جنازة أطفال كانت تمر من أمام المنزل".

ويعيش مئات الفلسطينيين من غزة في الضفة الغربية التي توجهوا إليها أصلا بهدف التعليم والعمل, وبعضهم تزوج في الضفة قبل العام 2000, وهؤلاء لا يسمح لهم الآن بالعودة إلى غزة.

من جهته, أكد عبد الرحمن أبو شمالة -41 عاما- أنه أصيب منذ أن بدأت العمليات العسكرية على قطاع غزة قبل أيام "بحالة من الشلل الفكري التام"، من شدة القلق على أهله الذين يعيشون في أماكن متفرقة في قطاع غزة, وغالبيتهم في مخيم جباليا.

ويعمل أبو شمالة في مؤسسة ثقافية في البيرة. وهو يعيش في مدينة رام الله منذ أن قدمها طالبا في العام 1987. وقال أبو شماله "أتابع أخبار القطاع دقيقة بدقيقة، وعند أي خبر جديد أتصل بأحد أشقائي أو شقيقاتي على الفور للاطمئنان عليهم". وأضاف "منذ أن اشتدت الهجمات الإسرائيلية على القطاع, لا أستطيع العمل أو التفكير أو القراءة وكأنني بالفعل أصبت بحالة من الشلل".

ولم ير أبو شمالة أحدا من أهله منذ 1999 عندما حصل على تصريح لزيارتهم. والمرة الوحيدة التي تمكن فيها أبو شمالة من رؤية أحد من أهله كانت عندما وصل ابن شقيقه مصابا برصاص الجيش الإسرائيلي إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية قبل عامين.

ويشارك فلسطينيو الضفة الغربية الغزاويين الذين يعيشون في المنطقة قلقهم على أهلهم في القطاع. كما يشعر أهل الضفة الغربية بالقلق على أبناء لهم أبعدتهم إسرائيل إلى قطاع غزة.

وأكد يوسف عبد المحسن -48 عاما- أنه يحرص على الاتصال بشقيقه رائد -40 عاما- الذي أبعدته إسرائيل إلى غزة قبل أربع سنوات. وقال "نحن على اتصال دائم مع أخي رائد لكن في ظل الهجمات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة زاد قلقنا على أخي وأسرته المكونة من خمسة أو ستة أشخاص، وبتنا نتصل به على الدوام للاطمئنان عليه".

ولا يجد الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية حيلة للتعبير عن تضامنهم مع المقيمين في قطاع غزة سوى التظاهر أو دعاء الله تعالى بأن ينجي سكان القطاع من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.

ونظمت القوى الوطنية والإسلامية تظاهرة اليوم في رام الله, احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتضامنا مع سكان القطاع, حيث حمل المشاركون في التظاهرة صورا للأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية واصل أبو يوسف, إن التظاهرة التي نظمت اليوم "تأتي احتجاجا على الهجمات الإرهابية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتضامنا مع أهلنا في القطاع, الذين هم جزء منا ونحن جزء منهم".